مصر والإمارات.. نصف قرن من الأخوة والتعاون والصداقة في ظل التحديات..
منذ إعلان قيام دولة الإمارات المتحدة في 2 ديسمبر 1971، تربط مصر والإمارات علاقات متميزة ومتفردة في جميع المجالات، تستند إلى الأخوة والمحبة والاحترام المتبادل، وتعكس الوعي المشترك للدولتين لطبيعة المتغيرات التي تشهدها المنطقة. وقد شهدت هذه العلاقات تطورًا كبيرًا في الفترة الحالية، خاصة في مجال الاستثمارات الإماراتية في مصر، التي تحتل المركز الأول عربيًا والثالث عالمياً.
بالإضافة إلى التنسيق والتشاور السياسي بين القاهرة وأبوظبي في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والدعم المتبادل في مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار البلدين. وأكد سياسيون، أن مصر والإمارات نموذج فريد يحتذى به في العلاقات العربية، لأنهما يجمعهما روابط تاريخية عميقة الجذور، وسياسة حكيمة وواعية، تهدف إلى إرساء السلام والتنمية في المنطقة.
وأشاروا إلى أن هذه العلاقات لم تبدأ بعد قيام دولة الإمارات، بل سبق ذلك بكثير، فقد كان هناك تفاهم واتفاق قومي عروبي بين الزعيم جمال عبدالناصر والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي قبل قيام دولة الإمارات، وكان له دور كبير في دعم مصر سياسيًا واقتصاديًا، كما كان للرئيس عبدالناصر دور فارق في دعم فكرة اتحاد الإمارات.
وأضافوا أن هذه الروح الأخوية استمرت بعد ذلك بين قادة البلدين، خصوصًا بعد تولى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حكم الإمارات، والرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر، فظهر ذلك في مواقفهما المؤزرة للقضية الفلسطينية. بخلاف العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والإمارات، هناك أيضًا تعاون ثقافي وإنساني يجسد مدى التآخي والتقارب بين الشعبين الشقيقين. هذا التعاون يشمل مجالات متعددة، منها:
المعارض الكتابية التي تقام في الدولتين، والتي تشهد تبادلًا للمؤلفات والمنشورات والتجارب الثقافية، وتنظيم ندوات ومحاضرات وورش عمل تثري المشهد الثقافي12. والتعاون بين المؤسسات الثقافية في البلدين، خاصة مكتبة الإسكندرية وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهيئة الشارقة للكتاب، والذي يتضمن تقديم مبادرات وبرامج تهدف إلى نشر الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية، وتعزيز قيم التسامح والحوار23.
تعليق