ترحيب مصري باللاجئين السودانيين وعقبات من الجانب السوداني على الحدود المصرية..
منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في دولة السودان بين قوات المجلس العسكري والميليشيات الموالية له من جهة، وقوات المقاومة المدنية والحركات المسلحة من جهة أخرى، تزايد عدد السودانيين الذين يفرون من جحيم الحرب والقمع والفقر في بلادهم، ويبحثون عن ملاذ آمن في دول الجوار، خاصة مصر التي تشترك مع السودان في روابط من الأخوة والتعاون والصداقة التاريخية والتعاون الثقافي.
لكن ما هي حقيقة أوضاع اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين في مصر؟ وما هي المعوقات التي تواجههم في إثبات هويتهم وحصولهم على حقوقهم؟ وما هو دور الجيش السوداني في تفاقم أزمتهم..؟ لا شك أن مصر تعد وجهة مفضلة للكثير من السودانيين الذين يطمحون إلى حياة أفضل بعيدا عن صراعات بلادهم. فمصر تتمتع بثبات نسبي على المستوى الأمني والسياسي، وتقدم فرص تعليمية وصحية وثقافية للسودانيين.
كما تشاركهم لغة مشتركة وديانة مشتركة في أغلب الأحوال. وفقا لإحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين رسميا في مصر بلغ نحو 260 ألف شخص حتى نهاية عام 2022، من بينهم نحو 50 ألف سوداني، يأتون في المرتبة الثانية بعد السوريين.
ولا تزال مصر تستقبل المزيد من السودانيين، خاصة بعد اشتداد حدة التوترات في السودان منذ اغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في نوفمبر/تشرين ثان 2022، والانقلاب الذي قام به رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ضد شركائه في حكومة التحالف المدنية. ويقوم الجيش السوداني بافتعال أزمة اللاجئين ويمارس تعنت إداري بيروقراطي.
لكن الوصول إلى مصر ليس بالأمر السهل بالنسبة للسودانيين، فهم يواجهون عقبات بيروقراطية وإدارية كبيرة عند الجانبين المصري والسوداني في إنجاز المعاملات الورقية اللازمة للتمكن من دخول مصر بشكل قانوني. فمعظم السودانيين الذين يفرون من الحرب والاضطهاد في بلادهم لا يحملون جوازات سفر سارية المفعول أو تأشيرات دخول مصرية، ولا يستطيعون الحصول عليها بسهولة من السلطات السودانية التي تعاني من فوضى وفساد وتعطيل متعمد.
وحسب شهادات عدة للاجئين السودانيين، فإن الجيش السوداني يحاول حصارهم في الداخل، ومنعهم من مغادرة البلاد، خوفا من تضخم أزمة اللاجئين وتشويه صورة الحكومة العسكرية أمام المجتمع الدولي. فقد أغلقت المكاتب الإدارية المختصة بإصدار جوازات السفر والتأشيرات في عدة مدن سودانية، وأبلغت الموظفون بأوامر عليا بتعطيل سير العمل. كما رفضت سفارة السودان في مصر تقديم أي دعم أو تسهيلات للسودانيين المقيمين هناك أو المتقدمين لطلب اللجوء.
وبسبب هذه المعوقات، يضطر آلاف اللاجئين وطالبي اللجوء إلى دخول مصر بطرق غير شرعية، عبر التهريب أو استخدام وثائق مزورة أو مستعارة. وهذا يعرضهم لخطر الترحيل أو التعرض للابتزاز أو التحرش من قبل المهربين أو رجال الأمن. كما يجد هؤلاء صعوبة في تسجيل أنفسهم كلاجئين أو طالبي لجوء لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر،
التي تشترط وجود جواز سفر سارٍ وتأشيرة دخول صالحة لإثبات هوية المتقدم. وبدون هذا التسجيل، لا يستطيع هؤلاء الحصول على حقوقهم في التعليم والصحة والحماية والإغاثية. ولذلك، يضطرون إلى العيش في ظروف مزرية، دون مأوى كافٍ أو غذاء كافٍ أو علاج كافٍ. كما يتعرضون للتمييز والعنصر.
تعليق