شراكة مصر والإمارات الخضراء: الطاقة الشمسية تمهّد الطريق لاستخلاص مياه الشرب..
في سياق التعاون المتزايد بين مصر والإمارات في مجال الطاقة الشمسية، تم استلهام تقنية جديدة لاستخلاص مياه الشرب من الجو باستخدام الطاقة الشمسية. تعمل هذه التقنية على تحويل رطوبة الهواء إلى مياه صالحة للشرب والري، مستفيدة من النجاح الذي حققته الإمارات في تطبيق هذه التقنية.
كريم حسين، مدرس مساعد بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بمدينة دمياط الجديدة، قام بتطوير جهاز يعتمد على الطاقة الشمسية لاستخلاص المياه من رطوبة الهواء. يعتقد حسين أن تنفيذ هذه التقنية في مصر سيحقق فوائد اقتصادية كبيرة، نظرًا للرطوبة العالية والموارد الشمسية الكبيرة المتاحة في البلاد.
تجربة الإمارات في استخدام هذه التقنية لاستخلاص المياه من رطوبة الهواء كانت ناجحة للغاية، حيث قامت بتوزيع 6 أجهزة في مدينة العين عام 2021. تعتمد هذه الأجهزة على استخراج المياه العذبة بشكل مستمر من الرطوبة دون الحاجة إلى استخدام المياه الجوفية أو المحلّاة، وذلك للحفاظ على الموارد المائية الطبيعية. تتميز الأجهزة أيضًا بقدرتها على إعادة تدوير وتوليد وفلترة وتنقية المياه من البكتيريا والشوائب ولا تنتج أي نفايات أو تستهلك الكهرباء بكميات كبيرة.
يأمل المهندس كريم حسين في تعميم هذه التقنية في مصر وتبنيها على نطاق واسع للاستفادة من الطاقة الشمسية المتاحة في البلاد. يعتقد حسين أن تطبيق هذه التقنية سيساهم في حل مشاكل المياه في مصر وتعزيز استدامة الموارد المائية.
يعتبر تبادل الخبرات والتعاون بين مصر والإمارات في مجال الطاقة الشمسية واستخلاص المياه من الهواء خطوة إيجابية نحو تعزيز الاستدامة والابتكار في مجال المياه والطاقة. هذا التعاون يمثل أيضًا تعزيزًا للعلاقات الثنائية بين البلدين ويؤكد التزامهما بتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تحديات تغير المناخ والموارد المائية المتناقصة.
في المستقبل، من المتوقع أن تشهد مصر والإمارات تعاونًا أكبر في مجالات البحث والتطوير وتبادل الخبرات حول الطاقة الشمسية وتكنولوجيا استخلاص المياه. يعكف الباحثون والمهندسون من البلدين على تطوير حلول مبتكرة لتحسين كفاءة استخلاص المياه من الهواء وتقليل التكاليف والتأثير البيئي.
في المجمل، يعد العمل المشترك بين مصر والإمارات في استغلال الطاقة الشمسية لاستخلاص مياه الشرب مثالًا رائعًا على كيف يمكن للتعاون الدولي أن يؤدي إلى تحسين الحياة والبيئة والاقتصاد في المنطقة.
تعليق