خزان هيدروجين أخضر وعنفات رياح
باستثمارات 64 مليار دولار.. مصر تتربع على عرش "الهيدروجين الأخضر" إقليمياً بـ 38 مشروعاً عملاقاً
تخطو الدولة المصرية خطوات متسارعة نحو ريادة قطاع الطاقة النظيفة عالمياً، فقد كشفت أحدث المؤشرات الاقتصادية لعام 2025 عن طفرة غير مسبوقة في مشروعات “الهيدروجين الأخضر“، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي واستراتيجي للطاقة المستدامة، وبوابة رئيسية لتصدير الوقود الأخضر نحو الأسواق العالمية.
أرقام تعكس الثقة الدولية
بلغت المحفظة الاستثمارية لهذا القطاع الواعد نحو 64 مليار دولار أمريكي، موزعة على قرابة 38 مشروعاً للهيدروجين والأمونيا الخضراء. وقد تُرجمت هذه الطموحات إلى واقع ملموس من خلال:
* توقيع أكثر من 30 مذكرة تفاهم.
* تفعيل 14 مذكرة منها وتحويل 12 إلى اتفاقيات ملزمة.
* استهداف إنتاج يصل إلى 18 مليون طن سنوياً بحلول العقد المقبل.
خارطة الإنتاج: السويس وجرجوب في الصدارة
تستحوذ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على نصيب الأسد بنحو 85% من إجمالي المشروعات، بسعة إنتاجية مستقبلية مستهدفة تصل لـ 1.5 مليون طن سنوياً. وفي الساحل الشمالي الغربي، برز مشروع جرجوب كعملاق جديد باستثمارات أولية قيمتها 3 مليارات يورو، مع خطة توسعية طموحة تصل إلى 24 مليار يورو تُنفذ على ثلاث مراحل.
عوائد استراتيجية: اقتصادية وسياسية
تتجاوز أهمية هذه المشروعات الجانب الاستثماري لتشمل أبعاداً متعددة:
1- اقتصادياً: خلق آلاف فرص العمل المباشرة وفتح أسواق تصديرية جديدة للطاقة.
2- بيئياً: دعم استراتيجية تقليل الانبعاثات الكربونية والالتزام بالأهداف المناخية الدولية.
3- مؤسسياً: توحيد السياسات عبر “المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر” لضمان كفاءة التنفيذ وجذب الشراكات.
تنتقل مصر بهذه الرؤية المتكاملة من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي على الأرض، لتتحول قاطرة الطاقة النظيفة في المنطقة العربية وتؤمن موقعاً متقدماً في خريطة الاقتصاد الأخضر العالمي الجديد.
تعليق