يتجاوز مجرد كونه وسيلة لتزيين الشفاه.. تاريخ أحمر الشفاه على مر العصور..
يمتد تاريخ أحمر الشفاه عبر العصور ويتجاوز مجرد كونهمن وسائل وخطوات هامة لتزيين الشفاه باللون المناسب أو المفضل لإطلالة معينة، هذا العنصر التجميلي له جذور تعود إلى أقدم العصور، وما يميزه في كل عصر هو المكونات والمواد المستخدمة في صناعته. في الوقت الحاضر، يتكون أحمر الشفاه من الزيوت والزبد الطبيعية مع إضافة بعض النكهات التي تميزه، وفيما يلي نستعرض تطور أحمر الشفاه عبر العصور الحديثة، كما عرضه موقع "ستايل كريز".
في العصور الوسطى ارتبطت الشفاه الحمراء بعبادة الشيطان والشخصيات الشريرة في هذا الوقت، وكان أحمر الشفاه للواتي يمارسن السحر، وكانت إذا لم تجد المرأة في هذا الوقت أي نوع من أحمر الشفاه فكانت تقوم بقرص شفتها، أو عضها أو فركها، لتبدو أكثر حمرة، أما في القرن السادس عشر فقد استخدمت الملكة إليزابيث في إنجلترا، أحمر شفاه باللون الأحمر، والذي كان يقتصر على الأميرات والنبلاء، والممثلات.
حتى حوالي ثلاثة قرون بعد ذلك، ظل أحمر الشفاه في متناول الممثلين والمعروفين فقط، وكان يصنع هذا الوقت من شحم الغزلان وشمع العسل وزيت الخروع، أما في عشرينيات القرن الماضي، وبحلول عام 1920، أصبح استخدام أحمر الشفاه للجميع، وكان يستخدم بشكل شبه يومي، وفي عام 1923، صنع جيمس بروس ماسون جونيور أول أنبوب دوار لأحمر شفاه وكانت أيقونات الموضة في تلك الحقبة تستمده، وكانت الألوان الجوخية والباذنجان والكرز والأحمر الداكن والبني هي الألوان الأكثر رواجا في هذا العصر.
أما في فترة الثلاثينات فقد كشفت دراسة استقصائية أن 50٪ من الفتيات المراهقات يتقاتلن على أحمر الشفاه مع والدين، وذلك بعد انتشار موسيقى الجاز للأطفال في عشرينيات القرن الماضي، كانت الثلاثينيات تدور حول الإطلالات الأنيقة وغير اللامعة، حيث بدأ ماكس فاكتور في بيع ملمع الشفاه وأصبح نجاح كبير بين الجماهير لأنه في وقت سابق كان مخصصا فقط لممثلات هوليود، وتطورت الألوان حتى وصل إلى البرقوق واللون الأحمر الداكن، وفي الأربعينيات وأثناء الحرب العالمية الثانية.
تم استبدال الأنابيب المعدنية مؤقتا بالبلاستيك والورق، بسبب نقص المواد حينها، وقد تم تشجيع النساء على استخدام أحمر الشفاه لرفع الروح المعنوية خلال فترة الحرب، بينما في الخمسينيات حيث يعتبر هذا العصر، مميزا فيه نجمات هوليوود الساحرات مثل جريس كيلي ومارلين مونرو وأودري هيبورن وإليزابيث تايلور، فقد لعتادت النساء أن يظهرن مثل ممثلاتهن المفضلات في هوليوود وكان أحمر الشفاه شائعا أكثر من أي وقت مضى، وقد انتشر الروج الأحمر الأكثر جرأة التي كات تستخدمه مارلين مونرو وإليزابيث تايلور، أما من الستينيات إلى السبعينيات فقد استلهم أحمر الشفاه من الفنون والثقافة الشعبية، وبدأ ظهور أحمر الشفاه بنكهات مختلفة، وتمركز بألوانه الماضية مثل البرتقالي والموف.
وفي الثمانينيات أحمر المشفاة بلونه اللامع، بالإضافة إلى اختيار ألوان مطابقة لألوان الملابس، وهذا ما جعله أكثر تميزا وأناقة، بينما في التسعينيات أصبحت الفتيات أكثر وعي بالبيئة ومحافظة عليها بالإضافة اهتمامهن بالحفاظ على صحتهن وبشرتهن، وقد استخدمن المكونات الخالية من المواد الكيميائية لأحمر الشفاه وأدخلن مكونات طبيعية بشكل أكبر، أما في سنة الـ 2000 فصاعدا وفي بداية القرن الحادي والعشرين، فقد تميز أحمر الشفاه باللمعة والألوان الغريبة، وظهر اللون الوردي والأصفر والأخضر والألوان الفسفورية أيضا، وأصبحت النساء تختار ألوانا غريبة مختلفة حتى تثبت للعالم أنها لها رأي مختلف ومميز عن الباقين.
تعليق