بريطانيا تطالب بتحقيق أممي حول استخدام تركيا للفوسفور الأبيض ضد الأكراد
أعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن قلقه إزاء التقارير التي تشير إلى استخدام الجيش التركى للفسفور الابيض خلال حربها في شمال سوريا ضد القوات الديمقراطية السورية بحسب ما نشره موقع كردستان 24
وصرح راب قائلا نحن بريطانيا قلقون للغاية من التقارير التي لم يتم التحقق منها بالكامل حتى الآن كما قلنا ونريد أن نرى تحقيقًا سريعًا وشاملاً من جانب لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن هذا ما نقوم بالضغط للوصول إليه
أدلة دامغة
وكان النائب البريطاني المحافظ كريسبان بلانت قد توجه بسؤال إلى وزير الخارجية البريطاني عما إذا كانت المملكة المتحدة ستحاسب تركيا وحلفاءها المحليين واستطرد بلانت قائلا إن هناك أدلة واضحة لا لبس فيها على أن الفوسفور الأبيض تم استخدامه كسلاح ضد المدنيين إن لم يكن قد تم أيضا استخدام أسلحة كيميائية أخرى سواء من جانب الأتراك أو حلفائهم السوريين التابعين لهم إنها مسألة بالغة الخطورة
حظر بريطاني على تركيا
وسبق أن أُثيرت مخاوف بشأن مبيعات بريطانيا من منتجات الفوسفور إلى تركيا وسط أدلة على أن المادة الكيميائية الحارقة تم استخدامها ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، حسب ما ذكرت صحيفة التايمز
وقامت المملكة المتحدة في وقت سابق بوقف منح المزيد من تراخيص التصدير للعناصر التي يمكن استخدامها في العمليات العسكرية في سوريا في أعقاب العدوان التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية في التاسع من الشهر الماضي
معاهدة الأسلحة الكيميائية
وأدلى رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس بتصريحات للصحافيين مؤخرا أكد فيها أن عدم إدراج الفوسفور الأبيض ضمن معاهدة الأسلحة الكيميائية يرجع إلى أنه لا يتم استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح كيميائي وإنما يستخدم فقط كسلاح تقليدي مساعد لإطلاق الدخان أو كمصدر للضوء
تبرعات تركية مشبوهة
ولكن ناشطني أكرادا أعربوا عن قلقهم من أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ربما لا ترغب في التحقيق في القضية بعد أن تلقت المنظمة في 17 أكتوبر دعما ماليا بقيمة 30000 يورو من تركيا من أجل مركز OPCW للكيمياء والتكنولوجيا في المستقبل
وصرح هاميش دي بريتون جوردون الخبير البريطاني البارز في مجال الكيماويات والقائد السابق للفوج الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في المملكة المتحدة لموقع كردستان 24 أن الأمم المتحدة يمكنها التحقيق في هذه الاتهامات حتى إذا كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا ترغب في إجراء تلك التحقيقات
بروتوكول 111 من اتفاقية جنيف
وأضاف جوردون إن استخدام الفوسفور الأبيض يعد قانونيا في حالة توظيفه كإضاءة أو شاشة دخان ولكن من غير القانوني بموجب البروتوكول 111 من اتفاقية جنيف أن يستخدم الفوسفور الأبيض كأداة حارقة ضد المدنيين كما ينطبق على هذه الحالة
وأوضح جوردون أن هناك الكثير من الأدلة على أن المادة المستخدمة هي الفوسفور الأبيض ولكن هناك القليل من الأدلة على من المسؤول عن استخدامه كسلاح حارق ضد المدنيين
وأردف قائلا لا يبدو أن أيا من دول الناتو حريصة على فتح تحقيقات بهذا الصدد خاصة أن هناك صعوبة كبيرة للغاية لأن التحقيقات تستدعي إجراءها في سوريا
تقارير وأدلة على الجريمة
وقدم الهلال الأحمر الكردي السوري حتى الآن أدلة لمنظمات حقوق الإنسان وغيرها من الهيئات المعنية
ووفقًا لأحد التقارير شهد عباس منصوران وهو طبيب سويدي الجنسية في شمال شرق سوريا أنه عاين حوالي 30 حالة تعاني من أنواع حروق مختلفة تمامًا عن تلك التي يتوقع أن يكون سببها أي شيء آخر غير أسلحة حارقة كيميائية مثل الفوسفور الأبيض
ومن بين الحالات التي تثبت استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين تأتي حالة محمد حميد، 13 عاماً الذي أصيب بحروق كبيرة في نصف جسده أثناء هجوم تركي على بلدة سركانية الكردية الشمالية في 18 أكتوبر وتم نقله من إقليم كردستان العراق إلى فرنسا لتلقي العلاج من جروحه البالغة والمؤثرة
قذائف المدفعية والهاون
وفي المقابل نفت وزارة الدفاع التركية أنها تستخدم الفوسفور الأبيض ولكن من الممكن أيضًا أن تكون الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا هي التي قامت باستخدام الفوسفور الأبيض كسلاح وأكد جوردون أنه يمكن استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح حارق في هجمات سواء بقذائف المدفعية أو الهاون
قرينة من العفو الدولية
وذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية لعام 2016 أن الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا التي تتمركز في حلب استخدمت الأسلحة الكيمائية وكذلك ذخائر قنابل غاز ضد القوات الكردية هناك
واعترفت إحدى الميليشيات التابعة لتركيا والتي تدعى جيش الإسلام في عام 2016 بأن أحد قادتها استخدم سلاحًا غير مصرح به وشاركت ميليشيات جيش الإسلام في العدوان العسكري التركي ضد الأكراد في شمال شرق سوريا
تعليق