الإمارات محطة استراتيجية لتعميق الشراكة
زيارة ترامب للإمارات.. محطة استراتيجية لتعميق الشراكة
تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن جولته الخليجية التي تشمل السعودية وقطر، في زيارة مرتقبة تعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين أبوظبي وواشنطن، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي.
تأتي تلك الزيارة في ظل تحولات عالمية متسارعة، تقودها ثورة الذكاء الاصطناعي، التي باتت تمثل محوراً مركزياً في الخطط التنموية للدول الكبرى. وفي هذا السياق، تحتل الإمارات موقعاً متقدماً في سباق التكنولوجيا، مستندة إلى رؤية استباقية واستثمارات نوعية، فيما تسعى الإدارة الأميركية إلى توسيع شراكاتها الدولية لضمان تفوقها في هذا المضمار.
ومن المنتظر أن تشهد زيارة ترامب نقاشات معمقة حول تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات المستقبل، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتقنيات الرقمية، في إطار شراكة قائمة على الثقة والتكامل. كما يُتوقع أن تتناول المباحثات سبل دعم بيئة الابتكار ونقل المعرفة بين المؤسسات الإماراتية والشركات الأميركية الكبرى. ويكتسب الملف التكنولوجي زخماً خاصاً في ضوء ما توليه الإمارات من أولوية لبناء اقتصاد معرفي قائم على البيانات والتطبيقات الذكية، كما ترى واشنطن في أبوظبي شريكاً موثوقاً ومؤهلاً لدفع أجندة التطوير نحو آفاق أرحب.
علاوة على ذلك، ستُطرح ملفات الاستثمار المتبادل والتعاون في مجالات الطاقة النظيفة، والتعليم، والفضاء، وهي مجالات باتت جزءاً لا يتجزأ من معادلة الأمن الاقتصادي الشامل التي تسعى الإمارات والولايات المتحدة إلى ترسيخها. والبعد الاقتصادي ليس وحده في الواجهة؛ فالملفات الإقليمية تفرض نفسها بقوة، من الحرب المستمرة في غزة وتداعياتها على أمن المنطقة، إلى الوضع المتأزم في لبنان والتداخلات المعقدة في سوريا، وكذلك الملف الإيراني.
أثر كبير
من جانبه، يقول الأمين العام السابق لمجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج، جمال سيف الجروان، في تصريحات خاصة إن النتيجة أو الأثر المحتمل لزيارة الرئيس الأميركي إلى دولة الإمارات ضمن جولته الخليجية التي بدأها الثلاثاء "سيكون كبيراً"، واصفاً الزيارة المرتقبة بأنها "زيارة تاريخية يغلب عليها الطابع الاستثماري والاقتصادي".
ويتابع: "الولايات المتحدة تنظر إلى دولة الإمارات كحليف مهم على كافة الأصعدة وخاصة الاستثمارية منها، والتعاون الاستراتيجي علي كافة الأصعدة والقطاعات الأخرى"، مُبرزاً بشكل خاص قطاعات التكنولوجيا والذكاء الصناعي والصناعة والطاقة، وقال: "هم في اعتقادي أهم الملفات المهمة.. ونتطلع إلى نتائج طيبة تتمخض عنها هذه الزيارة المهمة والتاريخية".
تعليق