اقتصادي مصري.. مولدات الطاقة الشمسية تتفوق على مولدات الديزل في الري
تُعد مولدات الطاقة الشمسية الحل العملي لمشكلات نقص الكهرباء في قطاع الري، نظرًا إلى أنها توفر تكلفة سعر الوقود ونفقات نقله إلى المناطق الصحراوية والنائية. وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد مصطفى، أن هناك توجهًا كبيرًا في الوقت الحالي للاعتماد على الطاقة الشمسية في الري بديلًا عن مولدات الديزل التقليدية.
وأوضح مصطفى -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أنه على الرغم من انخفاض التكلفة الأولية لمولدات الديزل فإن النفقات مستمرة نتيجة للاستهلاك المستمر للوقود على مدار العمر التشغيلي للمولد.
تحقيق الجدوى الاقتصادية
تحقق مولدات الطاقة الشمسية جدوى اقتصادية أكبر على المدى الطويل، وعلى الرغم من ارتفاع تكلفتها الأولية عن مولدات الديزل فإنها تقل على مدار العمر التشغيلي، نظرًا إلى أنها تعتمد على الموارد الطبيعية المجانية مصدرًا للوقود. كما تتطلب مولدات الديزل صيانة دورية نتيجة الحاجة إلى تزييت وتبديل الأجزاء المتحركة، على خلاف المولدات الشمسية التي تتطلب صيانة أقل لعدم وجود أجزاء متحركة.
وحول البعد البيئي، لفت الخبير الاقتصادي إلى أن مولدات الديزل هي الأكثر ضررًا، نتيجة لما يصدر عنها من أصوات صاخبة ومخلفات وانبعاثات كربونية، في حين تتميز مولدات الطاقة الشمسية بأنها عديمة الصوت، ولا يصدر عنها أي انبعاثات كربونية ضارة بالبيئة.
ومن حيث الكفاءة، أوضح مصطفى أن مولدات الديزل تهدر جزءًا من الطاقة في أثناء عمليات التشغيل، في حين تستطيع مولدات الطاقة الشمسية تخزين الفائض لاستغلاله عند الحاجة، وبذلك لا يحدث أي هدر في الطاقة. كما أن تكلفة مولدات الديزل تزداد نتيجة للارتفاع المستمر في أسعار الوقود، على خلاف مولدات الطاقة الشمسية التي تعتمد على مصدر مجاني للطاقة.
تكلفة الوقود
قال الدكتور أحمد مصطفى -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- إن تكلفة مولدات الديزل لا تتأثر فقط بأسعار الوقود، وإنما كذلك بنفقات نقله إلى الموقع، كما يُغذى المولد بوضع الوقود يدويًا في الخزان.
أما مولدات الطاقة الشمسية فإنها لا تتطلب تكلفة الوقود والنقل، كما أنها تُشحن بصورة آلية دون تدخل بشري في أوقات سطوع الشمس. وأضاف أن العمر الافتراضي لمولدات الديزل يتراوح ما بين 8 و10 أعوام، في حين يتراوح عمر مولدات الطاقة الشمسية ما بين 20 و25 عامًا.
وتابع أن الطاقة الشمسية تُعد البديل الأمثل والأكثر أمنًا على الرغم من ارتفاع تكلفة تركيبها نسبيًا مقارنة بمولدات الديزل، ولا سيما في ظل أزمة ارتفاع أسعار الوقود عالميًا. ويُضاف إلى ذلك صعوبة نقل الديزل إلى الأراضي الزراعية أو النائية، ووجود أتربة وشوائب في الوقود قد تؤدي إلى حدوث أعطال في المضخات.
مولدات الوقود الأحفوري
أكد المتخصص في إحدى شركات الطاقة الشمسية المهندس عاطف جاب الله، أن مولدات الطاقة الشمسية تشهد انتشارًا كبيرًا في الوقت الحالي ليس فقط في عمليات الري، وإنما في النطاقين المنزلي والتجاري -أيضًا-، إذ توجّه إليها كثير من المواطنين بسبب أزمة انقطاع الكهرباء. وأوضح جاب الله -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن مولدات الطاقة الشمسية تتكوّن من الألواح الشمسية والعاكس والبطارية وشاحن البطارية.
ويعتمد هذا النوع من المولدات على امتصاص الألواح للإشعاع الشمسي وتحويله إلى كهرباء تُخزن في البطاريات المُدمجة في المُولد. كما أشار إلى أن هناك 3 أنواع من مولدات الوقود الأحفوري هي:
مولدات الغاز الطبيعي: تتسم بسهولة استعمالها وتعتمد على الغاز الطبيعي مصدرًا للوقود، وتُعد الأقل خطرًا على البيئة من بين مولدات الوقود الأحفوري. مولدات الديزل: تمتاز بطول عمرها الافتراضي واستهلاكها كمية أقل من الوقود، وتعمل بالديزل.
مولدات البنزين: على الرغم من كونها أكثر المولدات شيوعًا لسهولة الحصول على البنزين فإنها الأقل من حيث العمر الافتراضي، كما أنها تسبب ضجيجًا عاليًا. وأكّد جاب الله أن مولدات الطاقة الشمسية أصبحت الخيار الأول للمزارعين رغم ارتفاع تكلفة تركيبها، نظرًا إلى طول عمرها الافتراضي وتوفير نفقات الوقود والصيانة.
تعليق