الصداع النصفي الهرموني.. أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه والعلاج
ينتشر الصداع الهرموني كثيراً بين النساء، ويكون السببُ وراء الإصابة بالصداع حدوث خللٍ في مستويات الهرمونات في مراحل وأوقاتٍ محددةٍ من عمر المرأة. الدكتور هاني العبدلي، البروفيسور المساعد واستشاري ورئيس قسم المخ والأعصاب في مدينة الملك سعود الطبية، وناقشته في أسباب الصداع المرتبط بالتقلُّبات الهرمونية، وأعراضه، وطرق الوقاية منه.
أسباب الصداع الهرموني
بدايةً، أكَّد الدكتور العبدلي، أن «الصداع الهرموني من الأعراض الصحية التي ينبغي التنبُّه لها، خاصةً عند النساء، اللاتي يعدن الأكثر عرضةً للإصابة بهذا النوع من الصداع، إذ يحدث بسبب اضطراب الهرمونات لديهن في مراحل مختلفةٍ من الحياة»، لافتاً إلى أن «الصداع الهرموني، يرتبط غالباً بموعد نزول الدورة الشهرية حسبما تشير أغلب الدراسات»، وقال: «تؤكِّد الدراسات، أن نوبات الصداع الهرموني، تعدُّ أكثر شدةً وحدةً مع اقتراب موعد الحيض، وعادةً ما تسبق هذا الموعد بيومين إلى ثلاثة أيامٍ، أو تحدث أثناء الأيام الأولى من الدورة، وقد كشف الباحثون عن أن خمسة ملايين امرأةٍ، على الأقل، تعاني من الصداع الهرموني كل شهرٍ، وأوضحوا أن أكثر من نصف النساء اللاتي يصبن بصداع الشقيقة، يلاحظن وجود علاقةٍ بين هذا الصداع ودورتهن الشهرية، حيث يميل هذا النوع من الصداع، الذي يُعرف باسم الشقيقة الطمثية، إلى أن يكون شديداً بشكلٍ خاصٍّ في هذا الوقت».
وأضاف الدكتور العبدلي: «يبرز من أسباب الإصابة بالصداع النصفي الهرموني انخفاضُ نسبة هرمون الإستروجين في الدم خلال فترة الحيض، كما يحدث في المراحل الأولى من الحمل نتيجة ضخ هرموناتٍ كثيرةٍ داخل الجسم. هذا إلى جانب تناول أقراصٍ وحبوبٍ ولاصقات منع الحمل المركَّبة من هرمونين، هما الإستروجين والبروجيستيرون، حيث تؤثر في نسبة الهرمونات بالجسم، خاصةً بعد سن الأربعين. ولا نغفل هنا أحد أهم الأسباب للإصابة به، وهو سن اليأس، وانقطاع الدورة الشهرية، إذ يزداد الصداع مع الاقتراب من هذه السن، ويرجع ذلك إلى أن الدورة الشهرية تأتي أكثر من العادة من ناحية، وتعطل الدورة الهرمونية الطبيعية لدى المرأة من ناحيةٍ أخرى».
أعراض الإصابة
وحدَّد الدكتور العبدلي أهم أعراض الإصابة بالصداع الهرموني، مبيناً أنها تتمثَّل في حدوث ألمٍ قوي على هيئة صداعٍ، قد يصيب جزءاً من الرأس، أو حتى كافة أنحائه، خاصةً المقدمة، إضافةً إلى الإصابة بالغثيان والتقيُّؤ، إلى جانب التحسُّس من الصوت والإضاءة، وعدم تحمُّلهما، وفي بعض الأحيان تصاب المرأة بألمٍ في العين وما حولها، مع احتمالية وجود ضبابيةٍ وغباشٍ في الرؤية.
علاج المرض
وفيما يتعلَّق بطرق علاج الصداع الهرموني، ذكر رئيس قسم الأعصاب في «سعود الطبية»: «ننصح المريضة دائماً بمراجعة طبيبٍ مختصٍّ بالمخ والأعصاب في حال التعرُّض لنوبات صداعٍ هرموني متكررةٍ وقويةٍ وحادة، يمكن أن تؤثر في حياتها، ويلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى إجراء فحصٍ طبي شاملٍ، من ثم وصف العلاج البديل بالهرمونات، مثل أقراصٍ ولصقاتٍ، تحول دون الإصابة بالصداع النصفي في مراحل مختلفةٍ من حياة المرأة، وهذا العلاج فاعلٌ، ويسهم في استعادة توازن واستقرار الهرمونات بالجسم. كذلك يتمُّ وصف مسكِّنات الألم، وتُنصح المرأة بالتوقف عن تناول حبوب منع الحمل لتجنُّب الإصابة بالصداع الهرموني، وغالباً ما يستخدم الإستروجين لعلاج الصداع الهرموني، لا سيما قبل نزول الدورة الشهرية، أو خلال الأيام الأولى منها، كما يمكن للطبيب أيضاً أن يصف الأدوية المضادة للصداع النصفي، حيث تؤخذ في الفترة ما قبل موعد الدورة الشهرية، وهذه الأدوية لا تحتوي على هرموناتٍ، لكنها تساعد في وقف حدوث الصداع، وتشتمل على أقراصٍ من عقار تريبتان».
طرق الوقاية من الصداع الهرموني
وكشف الدكتور العبدلي عن طرق الوقاية من المرض بالقول: «من أهم النصائح الطبية للوقاية من الصداع الهرموني، والتخفيف من أعراضه، تجنُّب التعرُّض للتعب والإرهاق والضغط النفسي، وضرورة ممارسة التمارين الرياضية والتدريبات بصورةٍ منتظمةٍ، خاصةً في فترة الصباح. كذلك ننصح بتقسيم الوجبات الرئيسة إلى وجباتٍ صغيرةٍ وخفيفة، يمكن تناولها خلال فترة النهار، وتجنُّب الأكل قبل ساعتين من الذهاب للنوم، وضرورة تناول وجبة الإفطار لتفادي الإصابة بالصداع الهرموني وأعراضه، ونؤكِّد أيضاً على ضرورة الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم من أجل ضمان استرخاء عضلات الجسم، والحفاظ على هدوء الرأس، واستعادة توازنه».
وأضاف: «إذا كانت الدورة الشهرية منتظمةً، فقد يوصي الطبيب بتناول الأدوية الوقائية، لا سيما في حال المعاناة من الصداع النصفي، ويبدأ هذا قبل أيامٍ قليلةٍ من الدورة الشهرية، ويستمر حتى أسبوعين، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجةٌ إلى أخذ الأدوية اليومية». لافتاً إلى أنه «يمكن الاحتفاظ بدفتر يومياتٍ عن الصداع لتتبُّع الدورة الشهرية، والنظام الغذائي، وساعات النوم، وممارسة الرياضة، بما يساعد في تحديد العوامل المثيرة للصداع، والعمل على تجنبها، وفي حال تناول أدويةٍ هرمونيةٍ، خاصةً حبوب منع الحمل، يمكن استشارة الطبيب للتبديل إلى نظامٍ، يتضمَّن عدداً أقل من أيام العلاج، أو لا يشمل ذلك على الإطلاق».
تعليق