تطوير حديقتي الحيوان والأورمان وخطة "للسلالات النادرة" تحت إشراف فريق أجنبي
بدأت أعمال التطوير في حديقة الحيوان وحديقة الأورمان في مصر، مع وجود خطة للحفاظ على السلالات النادرة داخلهما تحت إشراف فريق من جنسيات أجنبية مختلفة، لمنع تعرضها لأي طوارئ خلال فترة إغلاقها، وفقا لتصريحات تريزا لبيب، استشاري الحدائق التاريخية في مصر.
ورفعت حديقة الحيوان بالجيزة لافتات "مغلق لحين الانتهاء من أعمال التطوير" على أبوابها، بالتزامن مع إعلان وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية عن الانهماك في خطة التطوير التي تستهدف رفع كفاءة جميع الخدمات والحفاظ على طابعها الأثري والنباتات والأشجار النادرة".
حصر النباتات
وخلال الشهور الأخيرة انخرطت "تريزا" رفقة مجموعة من المتخصصين في حصر المجموعات النباتية بحديقتي الحيوان والأورمان نظرا لخبرتها الواسعة في المجال، كما تؤكد ولمست خلال عملها اهتمام المسؤولين بإتمام عمليات التطوير وفق المعايير الدولية من أجل حماية الأشجار والنباتات من التلف".
وتقول تريزا عن المهمة التي تولتها مؤخرا: "وضعت خطة مع زملائي لجمع أعداد أنواع الأشجار والنباتات داخل حديقتي الحيوان والأورمان بدقة متناهية وعبر مراحل واضحة للجميع، وانهمكنا على مدار الـ 3 أشهر الماضية في تنفيذ كافة المهام ونجحنا في الوقوف على كافة التفاصيل في أنحاء الحديقتين".
وفي الصباح الباكر من كل يوم كانت السيدة السبعينية تتجول داخل حديقة الحيوان بالجيزة مشدوهة تجاه النباتات البديعة التي تشاهدها في أنحاء المكان التي وصل عددها لأكثر من 300 نوع من أبرزها "الموريندا" النادرة و"الرهمنس" وأنواع من "النبق" غير المنتشرة فضلا عن شجرة "بلح الصحراء" ونبات "الأملج".
خروج من التصنيف الدولي
كانت حديقة الحيوان بالجيزة قد خرجت من التصنيف الدولي لحدائق الحيوان عام 2004 في "مفاجأة غير سارة"، نتيجة لأسباب عديدة من بينها عدم إتباع المعايير الدولية فضلا عن تهالك البنية التحتية في المكان وعدم وجود خطوات لتحديثها على مدار سنوات طويلة.
على بعد دقائق من حديقة الحيوان بالجيزة، كانت الوجهة الاخرى لاستشاري الحدائق التاريخية، حيث توجهت بحماس نحو " الأورمان" لحصر أكثر من 500 نوع من النباتات النادرة من بينها شجرة مائية عمرها نحو 100 عام الموجودة في بركة الحديقة.
وتؤكد تريزا أنها تعرف جيدا ممتلكات حديقة الأورمان من نباتات نفيسة، حيث عملت بالمكان لعقود عديدة في وقت سابق، منوهة إلى احتوائها على نباتات اللوتس والبردي الحقيقي بجانب أشجار الصنوبر العتيقة وشجرة الحياة (الجينكوبيلوبا) ونبات السيكويا.
واطمئن قلب تريزا، عند لقاء الخبراء الأجانب المسؤولين عن عمليات التطوير في حديقتي الحيوان والأورمان، حيث شعرت خلال الحديث المطول معهم بحرصهم التام على تنفيذ التجربة بأفضل صورة ممكنة ونقل خبراتهم الواسعة في هذا المجال.
وتنوي وزارة الزراعة المصرية إعادة إحياء حديقتي الحيوان والأورمان كمنطقة مفتوحة ومساحات خضراء حتى تصبح على غرار الحدائق العالمية المفتوحة بلا حواجز فضلا عن تطبيق معايير الأمان الدولية بالتعاون مع الكيانات الكبرى المتخصصة في حدائق الحيوان مثل الاتحاد الدولي والإفريقي.
وتذكر رئيس فريق حصر المجموعات النباتية بحديقتي الحيوان والأورمان: "اصطحبنا فريق الخبراء الأجانب في جولات داخل الحديقتين، ولمسنا مدى عنايتهم بالنباتات وشغفهم بالحفاظ عليها، وتلقينا وعود منهم بتحويل المنطقة إلى واحدة من أهم الحدائق في العالم".
وفي اليوم الأول لأعمال التطوير لم يتغير الحال كثيرا داخل حديقة الحيوان بالجيزة، فقط عم الهدوء أمام الأماكن المخصصة للحيوانات نظرا لعدم وجود زوار، بينما عملت إدارة الحديقة على توفير كافة الاحتياجات سواء الأطعمة أو الخدمات الطبية بصورتها الطبيعية، وفقا للدكتورة مها صابر، مدير إدارة الحديقة.
وبحسب وزارة الزراعة المصرية ستبقى كافة الحيوانات داخل حديقة الحيوان بالجيزة أثناء انهماك فرق العمل في تطوير المنطقة ولن يتم نقلها لأماكن أخرى، وسيتم توفير كافة الخدمات البيطرية خلال الفترة المقبلة تحت إشراف متخصصين بالوزارة.
تعليق