استصلاح الأراضي في مصر للزراعة- المصدر رئاسة الجمهورية المصرية
طلمبة واحدة تغيّر المعادلة.. كيف وفّرت مصر ملايين الدولارات؟
"طلمبة مياه.. وفي بعض قرى الريف المصري طرمبة مياه" تكشف أبسط السلع غير المرئية قوة الإرادة في رفع كفاءة البنية التحتية المصرية وتوفير مياه الشرب لملايين البشر، فضلاً عن استصلاح دلتا ووادي جديدين في مصر.
افتتح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي أول مصنع في مصر لتوطين صناعة الطلمبات الغاطسة. منتج واحد فقط كشف فجوة تاريخية في التصنيع، وفتح الباب أمام وفورات ضخمة في النقد الأجنبي، مع تعزيز أمن البنية التحتية.
خطة استصلاح ملايين الأفدنة في مشروعات «الدلتا الجديدة» و«مستقبل مصر» كشفت حاجة هائلة لمعدات ضخ المياه، والتي أظهر التحليل الأولي عن فجوة سوقية ضخمة، حيث يتم الاعتماد شبه الكامل على مضخات مستوردة. خلال افتتاح مصنع "قها للطلمبات الغاطسة"، أكد رئيس الوزراء المصري أن الصناعة ليست خياراً بل ضرورة، وأن تعميق التصنيع المحلي في المنتجات الاستراتيجية يقلّل عجز الميزان التجاري ويُحصّن الاقتصاد أمام الأزمات العالمية.
تأتي تصريحات مدبولي متماشية مع تأكيدات الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بضرورة سد فجوة الاحتياجات الدولارية وتعظيم الاحتياطي النقدي لمصر، والذي جاء على خلفية الكشف عن رقم قياسي جديد لتحويلات المصريين في الخارج.
ما هي الطلمبة الغاطسة؟
هي مضخة كهربائية تعمل مغمورة بالكامل داخل السائل، تدفع الماء بدلاً من سحبه، ما يجعلها أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة. تُستخدم في الآبار العميقة، الري، الصرف الصحي، ومحطات معالجة المياه. الطلب المتزايد بفضل المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري، ومشروعات "حياة كريمة" تجعل الطفرة الحالية في الطلب مستدامة، خاصةً مع التوسع في مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي التي تعتمد على الطلمبات الغاطسة، والطلب اللاحق على عمليات الصيانة وقطع الغيار والاستبدال، ما يعني سوقاً ضخمة ومستقرة للمنتج المحلي.
الدلتا الجديدة.. مشروع يغيّر قواعد اللعبة
يضاف إلى ذلك، طلب ضخم من أكبر مشروع استصلاح في مصر بمساحة 2.2 مليون فدان، يحتاج إلى منظومات ضخ ومعالجة بطاقة تصل إلى 17.5 مليون متر مكعب يومياً. كل ذلك يعتمد على حلول طلمبات عالية الكفاءة.
المصنع الجديد في «قها» بدأ بإنتاج طلمبات بقدرات 30 و37 و45 كيلووات، مع خطط لزيادة نسب المكوّن المحلي تدريجياً، وتقليل فاتورة الاستيراد التي كانت تستنزف ملايين الدولارات سنوياً. وتتعاون مصر مع شركات سويسرية لتوطين المحركات الكهربائية ما يرفع نسبة التصنيع المحلي إلى 90% على مراحل، مع بدء توريد الدفعات الأولى لمشروعات حكومية.
وسيسهم إحلال المنتج المحلي محل المستورد في آلاف المواقع في وفورات بملايين الدولارات، بحسب تصريحات مدبولي، إضافة إلى تقليل زمن التوريد وزيادة الاعتمادية في مشروعات المياه والصرف. صناعة واحدة فقط أثبتت أن الأمن الصناعي يبدأ من التفاصيل. فهل تكون الطلمبات الغاطسة بداية لسلسلة صناعات مصرية من الألواح الشمسية وبطاريات التخزين، تُعيد رسم خريطة الاقتصاد؟
تعليق