![]() |
نجران ترسم مسارها التعديني بمقدرات 145 مليار ريال |
نجران حاضنة "الأخدود" ترسم مسارها التعديني بمقدرات تتجاوز 145 مليار ريال
بدأت منطقة نجران جنوب السعودية خطوات على طريق الوصول إلى الصناعات التعدينية، نظير ما تملكه من مقدرات جيولوجية عديدة، تبدأ بالذهب والنحاس والزنك والرصاص والفضة، مرورا بالرخام والجرانيت والبازلت وصولا إلى الرمال السيليكية، وبحسب إحصائيات تقديرية، فإن نجران تكتنز في باطن أرضها، ثروة معدنية تقدر بـ145 مليار ريال، ما يجعلها تفرض نفسها على المدن التعدينية الأخرى في السعودية.
جغرافيا ذهبية
والطبيعة الجبلية التي تتكون من جبال شاهقة، يمكن توظيفها لأن تصبح مصدرا رئيسيا للجرانيت عالي الجودة، الأمر الذي استدعي أكثر من 14 شركة سعودية، للعمل في مواقع التعدين، كمجمع بئر عسكر التعديني، الذي أصبح مقصداً للشركات الكبرى نظرًا لما يتمتع به من خواص جيولوجية نادرة.
الجرانيت النجراني
ويبلغ حجم الإنتاج السنوي للجرانيت نحو 4500 متر مكعب، مع خطط توسعية لزيادة الكميات في ظل الطلب المحلي والدولي المتنامي. ويتميّز الجرانيت النجراني بألوانه الفريدة وصلابته العالية، ما جعله مكوّناً أساسياً في مشاريع وطنية كبرى؛ شملت الحرمين الشريفين، والجامعات، والقصور والمرافق الحكومية.
مدينة صناعية باستثمار 6.5 مليار ريال
ونظير تلك المكونات، أسست في نجران مدينة صناعية متكاملة تمتد على مساحة 6.5 مليون متر مربع، وتضم 90 مصنعاً، بإجمالي استثمارات تجاوزت 4.8 مليار ريال. وتنوعت الصناعات القائمة في المدينة بين المعادن غير المعدنية، والمواد الغذائية، والبلاستيك، والكيماويات، والأدوية، مما يعكس التكامل بين النشاط التعديني والتصنيع التحويلي. وقد تلقّى القطاع دعماً تمويلياً حكومياً تجاوز 880 مليون ريال، على هيئة قروض صناعية، ضمن استراتيجية تستهدف تعزيز المحتوى المحلي وتحقيق الاكتفاء الصناعي.
تعزيز التوطين
ويحظى بالعمل في المدينة الصناعية في نجران، أكثر من 6000 موظف، بينهم ما يقارب 1,855 مواطناً سعودياً، ما يؤكد الدور الكبير الذي تلعبه المدينة في توفير الوظائف وتعزيز التوطين، فيما لم تتغافل عن ضرورة إيجاد خطط ترمي لرفع نسبة التوظيف الوطني مع نمو المشاريع. وتتمتع نجران ببنية تحتية تعد عاملا أساسيا للنمو، إذ إنها ترتبط بشبكة طرق حديثة، يوصلها بالمواني والمدن الرئيسية في المملكة، ما يسهّل حركة المواد الخام والمنتجات النهائية ويُعزّز القدرة التصديرية للمنطقة.
قبول عالمي
وتجد منتجات نجران المعدنية، خاصة الجرانيت، قبولا واسعا في الأسواق العالمية، إذ إنه يتم تصديرها إلى أكثر من 25 دولة حول العالم، من بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، ودول مجلس التعاون الخليجي. وقد أثبتت المنتجات النجرانية جدارتها في مشاريع عالمية ومحلية، مما رسّخ سمعتها كمصدر موثوق للأحجار الطبيعية عالية الجودة.
تلك المقومات التي تكتنزها نجران، قادت الأنظار لأن تتجه إلى توطين صناعات التعدين التحويلية مثل إنتاج القرميد، والحجر الجاهز، والرخام المصقول، ومشاريع لإنتاج سبائك الذهب والنحاس، ما يعكس التوجّه نحو رفع القيمة المضافة بدلاً من الاكتفاء بالتصدير الخام.
منتدى نجران للاستثمار
ومن المفترض أن يلتئم في نجران خلال يومي 25 و26 من الشهر الجاري، منتدى نجران للاستثمار 2025، وهي الفعالية التي عدها رئيس مجلس إدارة غرفة نجران رئيس اللجنة التنفيذية المشرفة على أعمال منتدى نجران للاستثمار 2025 بدر المعجل، خطوة نوعية لتمكين المستثمرين ومحفزاً لبيئة الأعمال في المنطقة، وتحويل الفرص الواعدة إلى مشاريع تنموية مستدامة. ويعول القائمون على المنتدى الأول من نوعه في المنطقة، على استقطاب رؤوس الأموال، والمساهمة في خلق فرص عمل مستدامة، ودعم الاقتصاد المحلي، بما يعزز من مكانة نجران في خارطة الاقتصاد الوطني.
1 تعليقات
نجران بالمملكة العربية السعودية تكتنز في باطن أرضها ثروة معدنية تقدر بـ145 مليار ريال ما يجعلها تفرض نفسها على المدن التعدينية الأخرى في السعودية وفي الشرق الأوسط.
رد