يعتمد المهاجمون على فهم طبيعة البشر واستغلالهم بدلاً من استهداف الأنظمة التكنولوجية مباشرة
في عالمنا الرقمي المعاصر، يُعتبر الأمن السيبراني من أهم المجالات التي تشهد تطورًا مستمرًا، حيث تكمن التحديات في مواجهة مجموعة متنوعة من الهجمات الرقمية التي تهدد خصوصية الأفراد والمؤسسات. ومن بين هذه التهديدات، تبرز "الهندسة الاجتماعية" كأحد الأساليب الأكثر فاعلية في اختراق الأنظمة الإلكترونية، حيث يعتمد المهاجمون على فهم طبيعة البشر واستغلالها بدلاً من استهداف الأنظمة التكنولوجية مباشرة.
ما هي الهندسة الاجتماعية؟
يقول الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، إن الهندسة الاجتماعية هي مجموعة من الحيل والتقنيات التي يستخدمها المهاجمون لاستغلال ضعف الثقة البشرية أو غفلة الأفراد لتحقيق أهدافهم، سواء كان ذلك من خلال جمع معلومات حساسة أو الوصول إلى أنظمة محمية. وتعتمد هذه الطريقة على دراسة سلوكيات الأفراد وتحديد النقاط الضعيفة التي يمكن استغلالها، مثل استغلال الإغراءات النفسية، التلاعب العاطفي، أو الضغوط الاجتماعية.
أنواع الهجمات الهندسية الاجتماعية المتعددة
1- التصيد الاحتيالي (Phishing): وهو أكثر أنواع هجمات الهندسية الاجتماعية شيوعًا، حيث يقوم المهاجمون بإرسال رسائل إلكترونية تبدو وكأنها من مصادر موثوقة، بهدف خداع الضحية للكشف عن معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو تفاصيل الحسابات البنكية.
2- الهجوم بالتصيد الصوتي (Vishing): يعتمد هذا الهجوم على استخدام مكالمات هاتفية أو رسائل صوتية لتوجيه الضحية إلى تسليم معلومات سرية، وغالبًا ما يتم ذلك عن طريق التظاهر بأن الشخص المتصل هو موظف رسمي من شركة موثوقة.
3- التصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية (Smishing): يعتمد هذا النوع على إرسال رسائل نصية (SMS) تحتوي على روابط خبيثة تهدف إلى خداع الضحية لتنزيل برامج ضارة أو إدخال معلومات شخصية في مواقع مزيفة.
4- التحليل الاجتماعي (Social Engineering via OSINT): يعتمد على جمع معلومات عامة متاحة عبر الإنترنت (مثل وسائل التواصل الاجتماعي) من أجل تصميم هجوم موجه بعناية.
كيف يمكن التصدي للهندسة الاجتماعية؟
1- التدريب التوعوي: يعتبر تدريب الموظفين والأفراد على كيفية التعرف على هجمات الهندسة الاجتماعية من الخطوات الأساسية للحماية، يشمل ذلك تدريبهم على أهمية التحقق من مصادر الرسائل وحذر الروابط المرفقة.
2- تفعيل التحقق الثنائي (2FA): يمكن للجهات والأفراد تعزيز مستوى الأمان باستخدام آلية التحقق الثنائي لتقليل فرص الهجوم.
3- استخدام الأدوات التقنية: مثل الفلاتر الخاصة بالبريد الإلكتروني لتصفية الرسائل الاحتيالية، وبرامج مكافحة الفيروسات، والأنظمة الخاصة بالكشف عن التسلل.
4- المراجعة المستمرة للسياسات الأمنية: من الضروري أن يتم تحديث السياسات الأمنية بانتظام، وتقييم أنظمة الأمان لتكون قادرة على التعرف على أساليب الهجوم الجديدة.
تعليق