مسؤولون بالمدارس.. أسعار البنزين وأجور السائقين والمشرفات سبب الزيادة
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تلقي محمد عماد موظف بإحدى شركات القطاع الخاص في مصر رسالة من المدرسة الخاصة التى ألحق بها ولديه، تفيد بمضاعفة قيمة اشتراك "الباص المدرسي" ، ليجد نفسه أمام عبء مالي جديد ومطالب بسداد 26 ألف جنيه رسوما سنوية عن انتقالات الطفلين، بديلا عن 13 ألف جنيه قيمة اشتراك العام الماضي.
"فكرت في بدائل لانتقال أولادي الذين لم يتجاوزوا بعد سن عشر سنوات من وإلى مدرستهم، بعيدا عن "باص المدرسة"، ولكن ظروف عملي ومخاوفي من عدم التزام بعض وسائل النقل الخاصة بالمواعيد، دفعني للخضوع لمطالبات المدرسة بشأن زيادة أسعار الانتقالات"، بحسب عماد.
وعلي الرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم المصرية عن شرائح الزيادة السنوية طبقاً لقيمة مصروفات المدرسة تصل أقصاها إلى 20% سنوياً ، وتقل كلما زادت قيمة المصروفات، فإن كثيراً من المدارس تحايلت على هذا الأمر بصور مختلفة، ملتزمة بالزيادات الرسمية، ولكنها رفعت من مقابل البنود الأخرى مثل الحافلة المدرسية أو رسوم بعض الأنشطة المدرسية، والزي المدرسي وتغيير ألوانه ليضطر أولياء الأمور لشراء زي جديد لأولادهم وكلها بنود لا يمكن للوزارة التحكم بها.
وأظهر مسح على عدد من المدراس الخاصة بمحافظات مصر الكبرى، زيادة أسعار اشتراك الحافلات المدرسية بين 50 و100% خلال العام الدراسي المقبل، مع مطالبة بعض أولياء الأمور سداد قيمة الاشتراك دفعة واحدة، أو على قسطين فقط خلال العام. وعزى عدد من مسؤولي المدارس الخاصة زيادة أسعار اشتراكات "الباص المدرسي" إلى زيادة أسعار الوقود مرتين متتاليتين وبقيمة أكبر مما سبق، بجانب زيادة أجور السائقين والمشرفات في باصات النقل المدرسية.
وأكدوا على أن عمليات الصيانة لباصات المدرسة أصبحت أكثر تكلفة من الفترة الماضية، مما يستلزم تحميل أولياء الأمور جزءا من هذه التكلفة لتحقيق المدراس خدمة مناسبة وهامش أرباح جيد. وقالت هدى الجمال مديرة لإحدى المدارس الخاصة بمدينة السادس من أكتوبر إن المدرسة رفعت رسوم الاشتراك السنوي للباص المدرسي بنحو 50% فقط، ليصل إلى 9 آلاف جنيه سنويا، بدلا من 6 آلاف فقط العام الماضي.
وعزت الجمال زيادة رسوم اشتراك الباص المدرسي، إلى ارتفاع أسعار الوقود وقطع غيار السيارات، موضحة أنه في حال تقسيم التكلفة السنوية على أشهر الدراسة ستكون مناسبة، وفقا لمستويات الأسعار وزيادات التضخم الحالية. في حين قال محمد عبد العظيم مدير أحد المدارس الخاصة بالقاهرة الجديدة إن مدرسته رفعت رسوم اشتراك الباص المدرسي إلى 15 ألف جنيه مقابل 8 آلاف جنيها.
" التزمنا بالزيادات الرسمية التى حددتها وزارة التربية والتعليم للمصروفات المدرسية، على الرغم من زيادة التكاليف وأجور المدرسين والإداريين، ولكن من الصعب تحمل ارتفاع أسعار الوقود والزيادات في عقود المشرفات والسائقين، لذلك رفعنا رسوم الانتقالات"، وفقا لعبد العظيم. وأشار إلى أن المدرسة لم ترفع أسعار اشتراكات الباصات العام الماضي بنفس المعدلات، واكتفت بزيادة ألفي جنيه فقط، ولكن زيادات الأسعار الضخمة العام الحالي دفعتها لتطبيق زيادة تجاوزت 90% على رسوم الباصات.
البحث عن بدائل
وأكد مجموعة من أولياء الأمور أن المدارس تحايلت على الزيادة المحددة في أسعار مصروفات المدرسة، ولجأت لتوزيع الزيادات على بنود أخرى يصعب قياسها، كالزى المدرسي ومصروفات الأنشطة ورسوم اشتراك الباص والكتب المدرسية والخاصة بالمستوى الرفيع، وكلها بنود بعيدة عن رقابة الوزارة.
واستنكر أولياء الأمور مبررات المدارس بارتفاع سعر الوقود، مؤكدين على أنها مجرد وسيلة للاستغلال فالمبلغ الذي سيتم جمعه من هذه الزيادة من كل الطلاب أضعاف سعر البنزين بعد ارتفاع سعره. وأكد أولياء الأمور بحثهم عن بدائل لـ"باص المدرسة" ومن بينها قيام بعض أولياء الأمور الذين يسكنون في مناطق متقاربة بالتنسيق في ما بينهم للاشتراك في باصات خاصة والاستغناء عن باص المدرسة. في حين مازال الكثيرون مضطرين لقبول الزيادات المُبالغ بها كما وصفوها قائلين: "لا نجد بديلاً آمناً وحتى الآن لا نعرف ما الحل".
ويصل عدد طلاب المدارس في البلاد خلال العام الدراسي الماضي إلى 25 مليوناً و657 ألف طالب وطالبة، وبلغ عدد المدارس 61 ألف مدرسة حكومية وخاصة، وقدرت نسبة الطلاب الملتحقين بالمدارس الخاصة في مصر 11% من إجمالي الطلاب بالنسبة إلى مرحلة التعليم الأساسي، وفقا لبيانات عن وزارة التربية والتعليم المصرية.
تعليق