مصر والإمارات والسعودية.. شراكة استراتيجية ترسم خريطة الطاقة المتجددة والربط الكهربائي بالمنطقة
تتخذ مصر خطوات حاسمة نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وتعد شراكة مصر والإمارات والسعودية في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي بالمنطقة خطوة استراتيجية هامة في تحقيق استدامة الطاقة وتنمية قطاع الكهرباء في المنطقة. وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والماء، وتحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الكهرباء والتحديات البيئية والاقتصادية.
وعن الربط الكهربائي مع السعودية، استعرض الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وفريق العمل المسئول عن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي بقدرة 3000 ميجاوات، الوضع الراهن للمشروع ومعدلات تنفيذ الأعمال والمخطط الزمنى ومواعيد تسليم المراحل المختلفة فى إطار مخطط تشغيل الخط وربطه مع الشبكة الموحدة.
كما وجّه وزير الكهرباء بتذليل كافة العقبات والمعوقات المالية والإدارية والفنية وغيرها، مطالبا بضرورة الالتزام بإنهاء المشروع وبدء التشغيل قبل موسم الصيف المقبل كأحد اهم المحاور لضمان استقرار الشبكة دون الحاجة إلى مزيد من الوقود لتشغيل محطات التوليد لتوفير احتياطى الشبكة خلال أوقات الذروة والأحمال المرتفعة.
وأكد عصمت وجود رؤية واضحة تشمل خطة شاملة ومتكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة وعملية للازمة الحالية، وضرورة رفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود وإيجاد حلول عملية للفاقد فى شركات التوزيع، وإنهاء مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، وتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد فى مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادى للشبكة.
نواة لربط عربي في المستقبل
المشروع يعد ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لربط عربى فى المستقبل، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادى والتنموى.
يتكون المشروع من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ الأولى في شرق المدينة بالسعودية والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.
على صعيد متصل تساهم الإمارات في تمويل مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مصر، والتقى الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لبحث مجالات التعاون المُشترك في ملف الطاقة الجديدة والمتجددة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن توطين الصناعات المرتبطة بها.
وأكد رئيس الوزراء الاقتناع الكامل بأن مستقبل الطاقة في مصر يكمن في ملف الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يجعل إدخال أكبر قدر ممكن من الطاقة الجديدة والمتجددة على الشبكة الكهربائية أمرا ضروريا، كما يقضي توطين الصناعات التي ترتبط بالطاقة الجديدة والمتجددة، سواء ما يتعلق بالألواح الشمسية، أو ما يتعلق بالصناعات التي تحتاجها الطاقة المُولدة من الرياح.
واتفق الدكتور مصطفى مدبولي مع الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، على وضع خطة شديدة الطموح لتنفيذها، تستهدف العمل على سرعة دخول أكبر قدر ممكن من الطاقة الجديدة والمتجددة على الشبكة، إضافة إلى ما يتعلق بتوطين الصناعات المرتبطة.
الاعتماد على القطاع الخاص
وأكد رئيس الوزراء أنه سيتم الاعتماد على القطاع الخاص في تنفيذ هذه المشروعات، خاصة الشركات التي تمتلك خبرة كبيرة، وسيتم التحرك بأقصى سرعة في هذه الملفات، وأوضح أن حجم الاستهلاك من الطاقة أصبح ضخما، وتخطت مصر خلال الأيام الماضية حجم استهلاك يومي 37.3 جيجا في اليوم، كما أكد رئيس الوزراء أن هناك تعاونا مع الجانب الإماراتي، بهدف العمل على دخول نحو 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة على الشبكة اعتبارا من الصيف المقبل.
فيما استعرض وزير الصناعة والنقل كامل الوزير عددا من مشروعات التعاون في قطاع النقل بالتعاون مع الأشقاء في دولة الامارات، مؤكدا أنه جاهز من الآن للتعاون في مجال توطين الصناعات المرتبطة بقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، ومستعدا لتوفير الأرض المطلوبة حالا سواء لصناعة الألواح الشمسية، أو غيرها من مكونات توليد الطاقة المتجددة.
كما شرح الدكتور محمود عصمت خطط وزارة الكهرباء لزيادة قدرة الطاقة الجديدة والمتجددة، وربطها بالشبكة القومية للكهرباء في مصر. وشرح المهندس كريم بدوي فرص التعاون مع الشركات الإماراتية في قطاع البترول، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل حالياً على زيادة المنتجات البترولية المختلفة.
ويعد التعاون بين مصر والإمارات والسعودية في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي نموذجًا رائدًا للتعاون الإقليمي، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، وتظهر هذه المشاريع التزام الدول الثلاث بتحقيق أهداف الطاقة المستدامة، والتخفيف من آثار تغير المناخ.
تعليق