صادرات مصر من الغاز المسال تراجعت بصورة كبيرة منذ بداية العام الجاري
تراجعت صادرات مصر من الغاز المسال بصورة كبيرة منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف شهر مارس/آذار 2024، بنسبة تجاوزت 79%، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي. وتوضح بيانات حديثة، حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن إجمالي صادرات الغاز المسال المصرية انخفض إلى 278 ألف طن منذ بداية يناير الماضي حتى 11 مارس 2024، مقابل 1.351 مليون طن في المدة المقابلة من عام 2023.
في حين لم تردّ وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية على طلب أرسلته منصة الطاقة، للحصول على البيانات الرسمية. وتعاني مصر من تراجع إنتاج الغاز الطبيعي بصورة أثّرت سلبًا في قطاع الكهرباء، لتتجه البلاد إلى وقف صادراتها في فصل الصيف، مع زيادة وارداتها من الغاز الإسرائيلي لتعويض النقص الحاصل.
صادرات الغاز المسال المصرية
توضح البيانات التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة أن مصر خفضت من صادرات الغاز المسال الأسبوعية بشكل حادّ خلال شهور فصل الشتاء، مقارنة بالمدة المقابلة من العام الماضي، مع استمرار أزمة تراجع الإنتاج مقابل زيادة الاستهلاك.
وبلغت صادرات مصر من الغاز المسال خلال إجمالي شهر يناير 2024 مستوى 139 ألف طن، إذ صدّرت 67 ألف طن في الأسبوع المنتهي يوم 15 يناير، ونحو 72 ألف طن خلال الأسبوع الأخير من الشهر نفسه. وفي شهر فبرايرالماضي، انخفضت صادرات مصر من الغاز المسال بصورة كبيرة على أساس شهري، لتبلغ 72 ألف طن، وكانت كلّها في الأسبوع المنتهي يوم 19 فبراير 2024.
وواصلت صادرات مصر من الغاز المسال انخفاضها الملحوظ خلال أول 11 يومًا من شهر مارس الجاري، لتسجل 67 ألف طن، مقابل 259 ألف طن في المدة نفسها من الشهر المقابل من العام الماضي، وفقًا للأرقام الصادرة عن شركة تحليل بيانات الشحن كبلر (Kpler).
تراجع الإنتاج مقابل ارتفاع الاستهلاك
بحسب إحصاءات صادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)، انخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي بمقدار 7.675 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 59.285 مليار متر مكعب، مقابل 66.96 مليار متر مكعب في عام 2022.
وفي مقابل ذلك، صعد إجمالي استهلاك مصر من الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء والتدفئة إلى 35.157 مليار متر مكعب في 2023، مقابل 34.67 مليار متر مكعب خلال 2022، وهو الأمر الذي أثّر بصورة سلبية في صادرات مصر من الغاز المسال.
ومع تراجع إنتاج مصر من الغاز، تعرَّض قطاع الكهرباء خلال العام الماضي لأزمة كبيرة، زادت حدّتها في صيف 2023، إذ اضطرت البلاد إلى تطبيق سياسة لتخفيف الأحمال، وصلت في بعض المناطق إلى 6 ساعات يوميًا.
ويعتمد قطاع الكهرباء على الغاز بنسبة تصل إلى 60% لتوليد التيار، وهو أدى إلى تقليل صادرات مصر من الغاز المسال مقابل زيادة وارداتها من الغاز الإسرائيلي لتعويض النقص الحاصل، مع إسالة جزء منه وتصديره للخارج، للمحافظة على مكانتها في السوق العالمية.
وكان عام 2022 مميزًا لقطاع الغاز في مصر، سواء على مستوى الكمية المصدّرة أو الإيرادات المحققة، إذ استفادت البلاد من الأسعار المشتعلة لذلك الوقود الأحفوري، نتيجة أزمة روسيا وأوكرانيا. وقفزت إيرادات صادرات مصر من الغاز المسال إلى السوق العالمية لـ8.4 مليار دولار في 2022، مقارنة بـ3.5 مليار دولار خلال عام 2021.
تعليق