مصر تحقق الحلم النووي.. السيسي وبوتين يفتتحان مشروع القرن الحادي والعشرين
تقترب مصر من تحقيق حلمها النووي بدخول عصر التكنولوجيا النووية السلمية، حيث يشارك الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعالية صب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية، يوم غدٍ الثلاثاء الموافق 23 يناير الجاري، ورد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على سؤال حول "مشاركة الرئيسين في مراسم الصب" قائلًا: "نعم، يتم الإعداد لذلك".
امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية
ويخدم امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية مصر في إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر، إضافة إلى قطاعات صناعية وزراعية عديدة. ويعتبر عامل الأمان والموثوقية لتصميم المفاعل النووي من أهم عوامل المفاضلة الرئيسية لاختيار نوع المفاعل والتكنولوجيا المستخدمة لبناء المحطة النووية في الضبعة الذي تنتمي التكنولوجيا المستخدمة إلى نوعية مفاعلات الجيل الثالث +.
وقال الدكتور محمد فراج أبو النور، الخبير في الشأن الروسي، إن مشروع الضبعة يساعد مصر في توطين التكنولوجيا النووية السلمية، ويقوم المشروع على تدريب الخبراء المصريين ورفع كفاءتهم، بإلإضافة إلى مساهمة المشروع فى الطاقة النظيفة والآمنة وقليلة التكلفة وطويلة الأجل.
كما تشارك شركات مصرية في تنفيذ 25% من المشروع، بإنتاج 4800 ميجاوات (1200 ميجاوات لكل مفاعل من المفاعلات الأربعة من الجيل الثالث+). وهو ما يعني أنه مشروع متكامل في مصر تلتزم فيه روسيا بإنشاء مدرسة فنية نووية لتدريب وتخريج الفنيين، كما أن المشروع بقروض ميسرة من حيث نسبة الفائدة ومدة السداد ومن إنتاج المشروع.
ويقدم الطرف الروسي، قرضا لمصر بقيمة 25 مليار دولار، من أجل تمويل أعمال إنشاء وتشغيل المحطة النووية. ويبلغ أجل القرض 22 عاما، بفائدة 3% سنويا على أن يبدأ سداد أول قسط عام 2029.
ومن المنتظر أن يشهد عام 2024 مزيدا من أعمال الإنشاءات والتركيبات للأربع وحدات، والانتهاء من استكمال البنية التحتية من طرق وشبكات، ويرتبط استكمال البنية التحتية وتنفيذها بتقدم أعمال المشروع، كما سيشهد عام 2024 إتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة، وتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثالثة والرابعة.
التعاون الوثيق والتاريخي بين مصر وروسيا
يشكل المشروع أهمية كبيرة للغاية، استكمالا للتعاون الوثيق والتاريخي بين مصر وروسيا، منذ فترات سابقة إبان إنشاء السد العالي، ويعود هذا التعاون حاليا من خلال مشروع ضخم للغاية، وهو مشروع محطة الضبعة النووية للاستخدام السلمي للطاقة النووية في توليد الكهرباء. وهذه المرحلة من الصبة الخرسانية تعتبر بداية مرحلة الإنشاءات الكبرى لكل الوحدات النووية في المشروع، الذي من المقرر الانتهاء منه في عام 2028 ودخوله مرحلة التشغيل.
وأعلنت شركة "روسآتوم" الروسية الرائدة للصناعات النووية والطاقة الذرية عن افتتاح فرع لها في القاهرة. ويمثل هذا الافتتاح مرحلة هامة في توحيد البنية التحتية للمكاتب وللشركات التابعة للشركة. وعن افتتاح المكتب قال مراد أصلانوف المدير الإقليمي لمكتب "روسآتوم" في مصر: "أطلقت شركتنا مبادرة مشروع واسع النطاق لتوحيد البنية التحتية لمشاريعنا في الخارج، حيث تم دمج جميع مكاتبنا الخارجية في مصر".
ويؤكد إعلان الكرملين إجراءات استعداد مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في فعالية صب خرسانة المفاعل النووي الرابع في مصر، حقيقة متانة العلاقات بين مصر وروسيا، كما أنها تذكر أيضا بتاريخ مجيد من العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي في فترة الستينيات عندما حضر الرئيس خروشوف أيام بناء السد العالي والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر، موضحا أنه كما كان مشروع السد العالي وبحيرة ناصر مشروع القرن العشرين في مصر، فإن مشروع الضبعة النووي هو مشروع القرن الحادي والعشرين.
وتشير مشاركة الرئيس الروسي إلى أكثر من مدلول سياسي واقتصادي وتاريخي بين مصر وروسيا، لا سيما أن مصر أصبحت الآن جزءا من منظومة بريكس.
تعليق