دولة الامارت تمتد سواعدها لرفع الألم وتقديم السند والملجأ للمصابين الفلسطينيين
تجدها في ثنايا الوجع كما الفرح، تمتد سواعدها بلسما يداوي الجراح ويضمد الندوب، وأملا يدفع الألم في ذروة المعاناة. هذه هي الإمارات، الدولة التي لم تغب يوما عن فلسطين، فكانت لها على الدوام السند والملجأ، في دعم ترجمته قرارات ملموسة وجهود مكثفة.
فمنذ تجدد التصعيد في القطاع منذ أقل من شهر، لم تتوقف المساعي الإماراتية من أجل حماية المدنيين ووقف إطلاق النار، وإطلاق حملة للمساعدات. حراك يشهد به أهل غزة أنفسهم، ممن يحفظون للإمارات جميل التضامن وقت محنتهم، والمساندة في زمن الحرب الصعب، وشهادات بمستشفيات القطاع المحاصر..
«شكرا لمن ساندنا»
وتعليقا على إعلان الإمارات استضافة ألف طفل لتقديم العلاج لهم والمساعدة في مستشفيات الدولة، قال خليل الدقران، الناطق الإعلامي باسم مستشفى «شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط غزة: «نشكر دولة الإمارات على هذا الجهد وعلى استمرارها في تقديم الخدمات الصحية، وتقديم المساعدات لأبناء شعبنا». وأضاف: «نرجو من جميع الدول العربية والإسلامية وجميع الدول الأحرار في العالم أن تحذو حذو الإمارات لتقديم المساعدات».
وفي جولة بالمستشفى، احتشد سكان القطاع في مختلف الأقسام يرافقون جرحاهم وجثامين أحبتهم ممن أصيبوا أو قضوا في القصف الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أم صبري البكري، إحدى الأمهات المكلومات في قطاع غزة، كانت من ضمن الموجودين هناك، تحدثت أيضا بشجن عن أهوال الحرب، وفراق وجروح أبناء لها، وشكرت من ساندهم في محنتهم.
قالت: «أشكر الإمارات على وقوفها معنا ومع شعبنا ومع أولادنا.. تساندنا الحمد لله وتساند أطفالنا، بعد ما رأيناه وشاهدناه من شيء زاد عن حده». وأضافت: «رأيت ابنتي مقطعة (الأوصال)، وابنتي الأخرى مصابة بجروح خطيرة والعشب في جمجمتها، وابنتي اللي (التي) عمرها 17 سنة أصيبت بتشوهات في وجهها نتيجة الحروق».
بدورها، أعربت إحدى أقارب طفلة أصيب في القصف عن شكرها «الكبير» لدولة الإمارات، معبرة عن أملها في أن «يكون للطفلة نصيب من ضمن الأطفال الذين سيعالجون في الإمارات حتى تتمكن من المشي على الأقل». وتابعت: «هي يتيمة بدون أب ولا أم ولا أخوة، الحمد لله هي من بقيت لي».
بلسم إنساني
في إطار الدعم الإماراتي المستمر لفلسطين وأهل غزة خصوصا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة باستضافة 1000 طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
موقف يضاف إلى قائمة من الجهود والمبادرات والمساعي التي تقودها دولة الإمارات، تجسيداً لمواقفها الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
وجاءت مبادرة استضافة الأطفال من قطاع غزة وتقديم الرعاية الطبية والصحية لهم، ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني خاصة الأطفال استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
دعمٌ إنساني يترافق مع حراك دبلوماسي تقوده الإمارات في المحافل الدولية، تجسد في أروقة الأمم المتحدة، عبر 6 جلسات عقدها مجلس الأمن الدولي، وجلسة في الجمعة العامة، حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة، لم يمر أي منها دون أن تسجل الإمارات رسائل قوية داعمة، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.
مواقف دبلوماسية تناغمت مع أخرى قوية، عبر اتصالات يجريها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل زايد مع قادة دول العالم، وبيانات متتالية تصدرها وزارة الخارجية الإماراتية، متى استدعت التطورات. ولليوم الـ28 على التوالي، تشهد غزة قصفا إسرائيليا مكثفا، في عمليات تأتي ردا على هجوم مباغت شنته حماس على الدولة العبرية قبل نحو شهر.
تعليق